الثلاثاء، 21 يوليو 2015

العراق.. خسائر المليشيات بالأنبار تفجر الغضب الشيعي

العراق.. خسائر المليشيات بالأنبار تفجر الغضب الشيعي

على الرغم من غياب أية إحصائيات تشير إلى حجم الخسائر التي تكبدتها القوات العراقية ومليشيات الحشد الشعبي (قوات شعبية تقاتل إلى جانب القوات العراقية)، في معارك الأنبار غرب العراق، فإن حالة الغضب الشعبي والعشائري في محافظات جنوب العراق، التي ينحدر منها مقاتلو الجيش العراقي والحشد الشعبي، تؤكد وقوع خسائر كبيرة، وإن تفاوتت الأرقام بين مصدر وآخر.
وائل عبد اللطيف، النائب السابق في مجلس النواب العراقي عن محافظة البصرة، قال معلقاً على الأحداث التي تشهدها المدينة: "إن البصرة قدمت أكثر من 1200 قتيل خلال مشاركة أبنائها في عمليات الحشد".
وأشار إلى "أن منع عشائر البصرة لأبنائهم من المشاركة في الحشد الشعبي، سيعني انتفاء فتوى الجهاد الكفائي، التي أعلنها المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، قبل أكثر من عام، عقب سقوط مدينة الموصل، شمال العراق، بيد تنظيم الدولة".
في غضون ذلك، نشرت مصادر إعلامية إحصائيات، أشارت فيها إلى مقتل نحو 1200 مقاتل من عناصر الحشد الشعبي في معارك الفلوجة غرب بغداد، بينهم نحو 600 قتيل من فيلق بدر، الذي يرأسه النائب هادي العامري، الشخصية المقربة من قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني.
العامري، وفقاً لمصادر عراقية مطلعة، قال خلال زيارته إلى موقع التفجير الذي وقع مؤخراً في منطقة خان بني سعد، بمحافظة ديالى: "يجب القضاء على تنظيم داعش، وإن العمليات الجارية في الأنبار غرب العراق ورغم الخسائر الكبيرة والتضحيات الثمينة إلا أنها يجب أن تنتهي بدحر هذا التنظيم المجرم".
وبحسب تلك المصادر فإن العامري التقى قبل يومين بالقادة الميدانيين لمليشيات الحشد الشعبي، التي تشارك بمعارك الأنبار، وكان غاضباً وتحدث معهم بصوت مرتفع، مطالباً إياهم بتحقيق النصر بأي ثمن، موضحة أنه "وفي لجة غضبه سب الذات الإلهية"، خاصة بعد أن سمع من قادته الميدانيين أن العبوات الناسفة والعربات المفخخة تعيق تقدم القوات المشاركة بعملية استعادة الفلوجة.
إلى ذلك، نقل الشيخ شعلان التميمي، أحد شيوخ عشائر تميم بجنوب العراق، عن عدد من شيوخ عشائر الفرات الأوسط بجنوب العراق، تذمرهم بسبب حجم الخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات العراقية والحشد الشعبي في الأنبار.
وأوضح التميمي في تصريح خاص لـ"الخليج أونلاين": "أن عشائر الجنوب بدأت تضغط على الحكومة العراقية من أجل وضع حد لهذه الخسائر الكبيرة، التي يتعرض لها أبناء المناطق الجنوبية في معركة الأنبار، وقبلها معركة بيجي، شمال العراق".
ورفض التميمي تأكيد كون عشائر جنوب العراق تعتزم إصدار بيان ترفض فيه زج أبنائها في معارك الأنبار.
إلى ذلك، قال الطبيب إبراهيم الساعدي، من مستشفى المحمودية العام، بجنوب العاصمة بغداد، إن مشفاهم رفض، الاثنين، استقبال أي جريح أو قتيل من عناصر القوات العراقية أو الحشد الشعبي "بسبب اكتظاظ المستشفى بالقتلى والجرحى الذين وصلوا إلى المستشفى خلال الأيام القليلة الماضية".
وبيّن الساعدي في حديث لـ"الخليج أونلاين" "أن هناك نقصاً كبيراً في المواد الطبية التي يحتاجها المستشفى؛ بسبب عدد الجرحى الكبير الذي يفد إلى المستشفى"، موضحاً أنه "تم نقل العشرات من القتلى والجرح إلى مستشفى اليرموك ببغداد".
العميد المتقاعد في الجيش العراقي، غزوان الحديدي، قال من جهته: "إن غياب الخطة العسكرية للقوات العراقية والحشد الشعبي، ضاعف من حجم الخسائر البشرية، خاصة في هجومها الأخير على الأنبار".
وتابع: "بالإضافة إلى غياب الخطة، هناك نقص كبير في الخبرة والتدريب لدى مقاتلي الجيش العراقي والحشد الشعبي، هؤلاء لا يكمل الكثير منهم 3 أشهر في التدريب، وبعضهم جاء مدفوعاً برغبة الحصول على الراتب، مقابل مقاتلين أشداء مدربين، يملكون خبرة عسكرية، ويعرفون طبيعة المناطق التي يقاتلون فيها، وأقصد هنا مقاتلي تنظيم الدولة".
ويرى الحديدي "أن استمرار عملية النزف البشري في صفوف القوات الحكومية والحشد الشعبي تحديداً، يمكن أن يؤدي إلى حالة من الغضب الشعبي في جنوب العراق، رابطاً مظاهرات البصرة الأخيرة بسبب انقطاع الكهرباء، بالخسائر البشرية التي باتت مكلفة لأبناء وعشائر تلك المدن".
تجدر الإشارة إلى أنه مضى اليوم على إعلان عملية استعادة محافظة الأنبار من قبضة تنظيم "الدولة" قرابة أسبوع كامل، ورغم حجم القوات المهاجمة فإن المواجهات لم تحقق شيئاً يذكر، الأمر الذي دفع برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الحديث عن تغيير "خطة تحرير الأنبار"، في حين أعلن هادي العامري، القيادي الميداني في الحشد الشعبي، أنه غير مطلوب حالياً تحرير الفلوجة أو الرمادي، وإنما محاصرة تلك المدن وقطع الإمداد عنها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق