الخميس، 23 يوليو 2015

Muayed Abdulqader ‏ من أوراقي الشخصيّة التي ستصدر في كتاب قريباً :أ

من أوراقي الشخصيّة التي ستصدر في كتاب قريباً :أ
* هل فعلاً ( فاجأ ) عبدالرزاق النايف ، قيادة ( البعث ) بمعرفته بما كانوا يخطّطون له يوم 17 تموز عام 1968 ، وهل كانت رواية البعثيّين صادقة ؟

* ما هو الدور الحقيقي للبكر وعماش وحردان التكريتي في إقناع الضباط غير البعثيين بالمشاركة في الثورة .. وهل كان لـ ( صدام حسين ) ورفاقه من المدنيين ، دورٌ في الاعداد لها وتفجيرها ؟
* كيف فشل البكر وعماش في إقناع قائد موقع بغداد العميد ( العارفي المتشدّد ) سعيد صليبي للمشاركة في الثورة .. وما هو الحل الوسط الذي طرحه عليهما صديقهما صليبي ..؟
* إلى جانب حقائق أخرى كشفها لي شخصيّاً صديقي أمين سر مجلس قيادة الثورة الفريق الركن شفيق الدراجي خلال اصحابه لي إلى نادي الصيد ( النخبوي ) :
هاجس خوف الرئيس البكر على مستقبل الثورة ، جعله دائم ( التشكيك ) بمرامي القائد الفلسطيني ( ياسر عرفات ) للتآمر عليها !!!!!

كتب مؤيد عبدالقادر :
لعلَّ من أكثر الأحداث تعقيداً و( تقولات ) في تاريخ العراق المعاصر ، هو ما حدث يوم 17 تموز عام 1968 ، وما أعقبه بعد 13 يوماً .. أيْ في 30 تموز من ذات العام .. في الشهور الأولى من عام 1968 ، كان البعثيون يخططون لثورتهم بإقناع أو تحييد أصحاب المواقع العسكرية المهمة والرئيسة لعددٍ من الضباط المقرّبين من رئيس الجمهورية الفريق عبدالرحمن محمد عارف ، من أمثال : ابن خالة الرئيس عارف ،المقدم الركن عبدالرزاق سعيد النايف معاون رئيس دائرة الاستخبارات ، والذي هو الرئيس الفعلي لهذه الدائرة المهمة والخطيرة والتي ترصد تحركات ضباط الجيش وضباط الصف والجنود ، وليس مديرها العميد الركن شفيق الدراجي ، ذلك لأنَّ المقدم الركن النايف هو ابن خالة الرئيس عارف وأحد ضباط الجيش المرتبطين بالمخابرات الريطانية .. والرائد الركن سعدون غيدان قائد كتيبة دبابات الحرس الجمهوري .. والعميد سعيد صليبي قائد موقع بغداد .. والعميد الركن شفيق الدراجي مدير الاستخبارات العسكرية .. والفريق الركن إبراهيم عبدالرحمن الداوود .. والعميد حماد شهاب قائد اللوء المدرع العاشر ، المتمركز يومها قريباً من العاصمة لأغراض درأ الفيضان في منطقة ( الورّار ) بمحافظة الأنبار..
ومن منطلق التسجيل الأمين لواقع ما جرى ، يلزمنا القول ، إنَّ المدنيين من أعضاء القيادة القطرية والكادر المتقدم للبعث ، لم يكن لهم على ( السطح ) أي دور ( مُعلن ) في الأطار العسكري الاحترافي للثورة ، لكنَّ أعضاء القيادة القطرية من المدنيين ، وتحديداً : عبدالخالق السامرائي وصدام حسين وصلاح عمر العلي والدكتور عبدالكريم عبدالستار الشيخلي والدكتور عزة مصطفى وطه ياسين رمضان الملقب بـ ( الجزراوي ) ، كانوا على معرفةٍ دقيقةٍ بكل ما يجري من تحرّكات وسط ضباط الجيش من خلال أمين سر القيادة القطرية أحمد حسن البكر ، وعضو القيادة الفريق الركن صالح مهدي عماش ، فضلاً عن علاقة صدام حسين بحكم الانتماء إلى مدينة تكريت ، مع عدد من الضباط من المدينة ، وفي مقدمتهم ( العنصر الأهم في الحسم في الصفحة الثانية من الثورة يوم 30 تموز ) العميد حماد شهاب قائد اللواء المدرع العاشر الذي كانت وحدات لوائه ، كما أسلفنا ، تتمركز في منطقة ( الورار ) بمحافظة الأنبار ( لواء الدليم أيام زمان ، لغلَبةِ عشائر الدليم في سكنها ) .. وكان اللواء المذكور الذي يتولى يومها عمليات السيطرة على فيضان ذلك العام ، من ألوية الجيش العراقي المهمة ، كونه من التشكيلات العسكرية الفعالة والضاربة ، كونه لواءً آلياً حظيَ بتسليح ( روسي ) حديث ، فضلاً عن انتساب عدد مهم من ضباط الدرع الكفوئين إليه ، وبعضهم من الضباط البعثيّين مثل : عبدالجبار الخربيط .. عدنان دحام .. خضير الغضبان .. عدنان شريف شهاب ( ابن شقيق قائد اللواء العميد حماد شهاب ) ، وسواهم ، ممن كانت للبكر علاقة حزبية بهم .. وللحق فقد كان للفريق عماش والفريق الطيار حردان التكريتي دور واضح وبارز في التأثير على عدد من كبار الضباط لضمهم لصفوف الثورة عند انطلاقتها ، فضلاً عن كونهما من أهم المخططين للثورة بحكم علاقاتهما الواسعة بضباط الجيش من غير البعثيين ، وليس ثمة من ينكر أن الرئيس البكر والفريقين عماش وحردان هم من جعل كثير من أصحاب الرتب العالية من غير الحزبيين يشاركون في الثورة ، مثل الفريق حماد شهاب والعميد الركن مدير الاستخبارات شفيق الدراجي .. وأنا كنتُ في الثمانينيات قريباً من مدير الاستخبارات عند انطلاقة الثورة واعني به العميد الركن شفيق الدراجي ( الفريق الركن فيما بعد ) ،الذي كان يصطحبني معه الى نادي الصيد ( النخبوي ) ، وهو يروي لي ( هامساً ) ،تفاصيل كثيرة عاش تفاصيلها شخصياً ، حتى مغادرته العراق سفيراً لبلادنا في المملكة العربية السعودية .. وكم كان الرجل حريصاً ، احتراماً منه لمهنيّتي ، على تسجيل ما يرويه لي من تفاصيل ، شريطة تأجيل نشرها إلى وقتٍ مناسبٍ .. هذا وقد تولى العميد الركن الدراجي بعد الثورة مباشرةً ، موقعَ أمين سر مجلس قيادة الثورة ، المجلس الذي توسع فيما بعد ، ليضمَّ صدام وطه ياسين رمضان ، المعروف يومها بالجزراوي ، إذْ لم يكونا هما وآخرون من أعضاء القيادة ضمن التشكيلة الأولى للمجلس ، وروى لي الرجل تفاصيل كثيرة لم تعلن عن الثورة ، قبل وبعد التنفيذ ، منها حساسية الرئيس البكر من المدنيّين وانزعاجه عندما يجدهم وقد ملأوا غرفة الفريق الدراجي كأمين سر لمجلس قيادة الثورة وبمثابة السكرتير الشخصي للرئيس البكر ، وتعبير الرئيس البكر الدائمي عن عدم انسجامه مع عدد كبير منهم ، لكنه كان يخص رفيقه صدام باهتمام ملحوظ .. وكم كان الرئيس البكر يصارحني بتخوّفه من دور ( مشبوه ) قد يلعبه ( ياسر عرفات ) ضد الثورة ، بتوريط العراق في تفاصيل صراع الفلسطينيّين مع الأردن ، وكان البكر حاسماً في تجنيب الجيش العراقي المتواجد منذ حزيران عام 1967 على الجبهة الاردنية ، من أية مشاركة في أحداث أيلول عام 1970 ، أو ما يُصطلح عليه بـ ( أيلول الأسود ) ، وكان لا يُخفي امتعاضه من ( انغمار ) السوريّين ، أيام الرئيس نور الدين الاتاسي ، في الأحداث الدموية من خلال الصراع الدموي الفلسطيني - الأردني ..!؟
أما بخصوص ما قاله البعثيون في أكثر من مناسبة عن مفاجأة النايف لهم بدخوله عليهم ، فيما كانت القيادة القطرية مجتمعةً برئاسة أمين سرها البكر في منزله بـ ( حي علي الصالح ) البغدادي الكرخي ، الحديث نسبياً ، مقارنةً باحياء الكرخ القديمة جداً .. وقد تحوّل ذلك المنزل إلى متحف للثورة فيما بعد ، ثم تلاشى دوره كمتحفٍ ، بعد إقامة متاحف أكبر مساحةً ، ولأماكنها صلةٌ بدور الرئيس صدام داخل الثورة وحزب البعث العربي الاشتراكي .. أقول هنا للتاريخ ، أنَّ ما رواه البعثيون عن عدم معرفة النايف بالثورة ، وبأنه عرفَ بما يُخطط له بالصدفة عن طريق صديقه الفريق إبراهيم عبدالرحمن الداود الذي تولّى يوم 17 تموز عام 1968 ، موقعه المهم وزيراً للدفاع ، ثم يغادره عنوةً يوم 30 تموز من ذات العام بعد اعتقاله من قبل مجموعة من البعثيين ، ضمّت : ناطق الوادي وعصام الصفار ووليد عبدالعزيز ، خلال قيامه بزيارة القطعات العسكرية المتواجدة هناك منذ حزيران عام 1967 ، ليس دقيقاً ، فلقد أكدَّ لي صديقي ( برهان مهدي عماش ) الأخ غير الشقيق للفريق صالح مهدي عماش الذي تولى يوم الثورة موقعاً قيادياً كبيراً فيها ، معرفة النايف بكل تفاصيل الثورة وهو أحد أهم عناصرها الاساسيين ، وربما هذا سر لا يعرفه ، لا صدام ولا غيره من أعضاء القيادة ، باستثاء الضباط الثلاثة الكبار : البكر .. عماش .. وحردان ، وقد كان التنسيق قائماً معه عبر البكر وصالح مهدي عماش وحردان فقط ، وكانوا يلتقون به في بيت البكر ، يوم كان ( برهان عماش ) يرافق نجل البكر ( هيثم ) الذي كان هو الآخر ملمّاً بما كان يحدث .. وهناك قضية مهمة أيضاً ، تتعلق بدور العميد ( سعيد صليبي ) من أقرباء الرئيس الفريق عبدالرحمن عارفومن عشيرته .. يقول برهان : في أحدى المرّات ، كنت ونجل الرئيس البكر ( هيثم ) نلازم بيت البكر بعد أن خرج البكر وأخي الفريق صالح عماش لمهمةٍ ما ، حيثُ كان مقرّراً حدوثعمل انقلابي ، لكنهما عادا مع الفجر ، وقد فشلا ، كما سمعتهما يتحدثان ، في إقناع العميد ( سعيد صليبي ) قائد موقع بغداد والضابط ( الأهم ) داخل المنظومة العسكرية القريبة من الرئيس عبدالرحمن عارف ، من التعاون معهما ، إذْ أبلغ العميد صليبي ، البكرَ والفريقَ عماش عندما فاتحاه بقرارهما اطاحة الرئيس عارف ، بأنه سيتصدّى لكل محاولة انقلابية ضد الفريق عارف ، طالما كان هو على رأس موقعه ، لذلك طلب إليهما امهاله لحين دخوله المستشفى قريباً لضروراتٍ صحيةٍ ، وبعدها ليتصرفوا كما يشاؤون ، لأنه سيكون خارج موقع المسؤولية ، وبذلك يبرىء ضميره أمام الله والرئيس عارف !!!...
وهناك حقيقة قد لا يعرفها كثيرون ، هي أن كثيرين من الضباط من غير الحزبيّين ممن شاركوا بالثورة ، ارتبطوا بحزب البعث العربي الاشتراكي بعد نجاحها بفتراتٍ زمنيةٍ مختلفةٍ ، كالدراجي .. حماد شهاب .. والفريق سعدون غيدان قائد كتيبة الحرس الجمهوري المتمركزة سراياها الضاربة داخل بوابات القصر ، وهو الذي فتح الأبوابَ أمام حشود الثوار التي انطلقت بسيارة حمل عسكرية كبيرة تم السيطرة عليها عن طريق القوة ، من الوكر الاساسي للثورة ، وهو منزل ( عبد الكريم الندا ) صهر الرئيس البكر ووالد زوجة ابنه محمد ( قتلَ محمد مع زوجته نضال ، ابنة خاله عبدالكريم الندا في حادث السيارة المعروف وغير المخطّط له باعتراف سلام نجل البكر ) .. كان ذلك الوكر يقع في منطقة ( بيوت السكك ) بحي الصالحية الأنيق والقريب من مركز كرخ بغداد ، في المنطقة المسمّاة بـ ( علاوي الحلة ) .. وبعد سيطرة الثوار على القصر الجمهوري وتسفير رئيس الجمهورية الفريق عارف ، كشرط فرضه كثير من الضباط المشاركين في الثورة ، وأغلبهم من أقارب الرئيس أو من عشيرته ( الجميلة ) ، وهم في غالبيتم من غير البعثيين يومذاك ، وباقتراح شدّد عليه صدام حسين خلال احد اجتماعات القيادة القطرية للحزب كي تكون الثورة بيضاء لا تلوثها الدماء ، ثم لتوالى الأحداث ( الدراماتيكية ) ، وصولاً لمساء يوم 30 تموز عام 1968 ، حيث تمت الإطاحة برئيس الوزراء عبدارزاق النايف ووزير دفاعه الفريق الركن إبراهيم عبدالرحمن الداود ، وتسفيرهما خارج العراق ، بعد اعتقال الفريق وزير الدفاع الداود في الأردن كما أسلفنا ، واعتقال رئيس الوزراء النايف من قبل مجموعة تولى مسؤوليتها عضو القيادة القطرية صدام حسين ، ضمت : سعدون شاكر .. جعفر الجعفري .. برزان التكريتي .. وإبراهيم الشيخلي ، ثم لتتوالى الأحداث بسياقاتها المعروفة والتي لا يمكن اعتبارها أسراراً ..

هامش مهم رجاءً ..................................
أتمنّى أنْ ينبري كلُّ من له المام بما حدثَ ، ليصحّحَ لي ما أشكل عليَّ .. أنا لستُ ممّن شاركوا في كل أحداث الكتاب ، لكنني أؤرخ لمن التقيتهم وحاورتهم ، ممن كانوا حزءاً اساسياً من تلك الأحداث ، بهذا القدر أو ذاك .. وأني لأتمنّى من كل أخ وصديق وباحث ، أو ممن عاشوا تفاصيل تلك الأحداث التي يتعرض لها كتابي الذي من المنتظر أن يرى النور قريباً ، أن يسهموا بتصحيح أية واقعة أشكلَ عليَّ عرضها كما ينبغي ، كي نجعلَ هذه الوقائع في مسارها الصحيح قبل طباعة الكتاب ، خدمةً للحقيقة ..
مع التقدير سلفاً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق