السبت، 1 أغسطس 2015

Muayed Abdulqader نزولاً عند رغبة قرائها .. جريدتنا ( الصوت ) تعيد اعتباراً من هذا اليوم ( السبت ) الأول من آب ، نشر مذكرات الرئيس صدام حسين التي كتبها في أسره ..

نزولاً عند رغبة قرائها .. جريدتنا ( الصوت ) تعيد اعتباراً من هذا اليوم ( السبت ) الأول من آب ، نشر مذكرات الرئيس صدام حسين التي كتبها في أسره .. وتحتفظ جريدتنا بنص المذكرات بخط يد الرئيس ، وهي تفكر بنشرها كاملةً في كتاب عند توفر الناشر النزيه ..
صــدام حســين في مــذكراتــه التي كتبها في السجــن والتي تنفـرد ( الصوت ) بنشرها :
* أحتـــرمُ الأغلبية ولكن ليس بطريقة حســاب الأصــوات ..
* أخشـى التــــــاريخ أكثر من خشيتي الحاضر ..
* لهــذه الأسبــاب أتحـــاشى التركيــز عــلى عمــل المؤسســات مـــع أنهـــــا كانت واقعـــاً حيــــاً أعتــز به ..
* لـم يكن يحجبني عن صلاحياتي وجـلٌ أو تردّدٌّ.. لكننّي أقدّم كرامـة الــــشعب وكرامتي عـــــلى كل شيء ..
* كنتُ أهتم بعلاقتي مع الناس.. أزورهم وأحاورهم وآكل معهم ..
* حريصٌ على أموال الدولة.. وأجزل بها لضرورات وطنية أو إنسانية وطبقاً لصلاحياتي الدستوريــة.. ولا يُحَجِّمُني الاختــلافُ بالرأي عن ممارســة صلاحيــاتي ومسؤوليـــاتي ..
تبدأ ( الصوت ) نشرَ مذكرات الرئيس صدام حسين التي سجلَّ فيها ، حقائقَ مهمةً، رأينا ( من وجهة نظرنا ) ، إنها جديرةٌ بأن تكونَ نصبَ أعينِ من وفى فأقدم أو غدر فتذكّر، آملين أن نكونَ ممن يؤدّون الأمانةَ بشرفِ الموقفِ في احاطة من سيقرأ هذه المذكرات، بالكثير من اللمحاتٍ الجديرة بالرؤية والتذكّر الدائم معاً .
( الصوت) ..

يقول الرئيس في مذكراته : بقي أن نقول لمن كان يتابع الكيفية التي كنا نقود بها الحكم والشعب والمنطلقات اللصيقة بالشخصية، وليس العامة فحسب، عن الصفات والخواص التي عملنا عليها ورافقتنا منذ خط البداية في عمل الدولة ووسط الشعب وتحت كل الظروف وأي شيء.. سأركز على ما كان يعمل عليه صدام حسين، تحت كل عناوينه، وظرفه، ولا أتطرق إلى عمل القيادة، إلا كلمحاتٍ ، ذلك لأنني لا أريد للمتصيدين أن يتصيدوا على القيادة، مما لم أتذاكر به مع رفاقي، وقد ابتعدت عن ذكر القيادة وأسماء أعضائها وعددهم، وكيف وأين كانوا يجتمعون، ونوع قراراتهم. ومثل ذاك مجلس قيادة الثورة وكل شيء وأي شيء من أسرار الدولة والحزب تحت كل عناوينها ونشاطها.. وعلى الرغم من أنني أعلم أنهم يعلمون من وسائل النشر ومن الوثائق، بعد أن صاروا سادة على من قَبَلَهُم عبداً له، أو ربما من آخرين، ولكنه عهد عملت عليه مع نفسي منذ أن دخلنا في ظرف العمل السري. لذلك عندما أتحدث عن صدام حسين، فقط لأجنبهم المسؤولية في أي أمر وحال وهو من حقهم علي وواجبي إزاءهم، ولا أفتح أمام المتصيدين ما يلتقطونه ويبنون عليه بهتاناً، لأننا رأينا بأم أعيننا وسمعنا كيف يزوّر البعض أو يقلب حتى كلامي المفهوم والواضح، بعد فاصل جلستين أو ثلاث من جلسات الاستماع أمام المحكمة، وأحياناً في الجلسة الواحدة، حتى أضطر إلى أن أصحح لهم، وإنهم في ذاك إنما يعتمدون على أسلوب ذرائعي غير أخلاقي أساسه الظن: أن المواطن قد يتذكر!.
يجري التعليق عليه باستنتاجات مفضوحة، الغرض منها بخلاف واقعها ومقصدها، أو يجتز أقوالاً في موضوع ليس له صلة بالقضية المحالين نحن شكلياً بسببها، ليوحي به، لهذا سأنسب المبادئ والصفات التي اعتمدناها في العمل إلى صدام حسين كنوع من تقاليد العمل السري وأخلاقه، مع احترامي وتقديري لإخواني ورفاقي تحت كل عناوينهم وظروفهم، سابقاً وحالياً في مسيرة الجهاد العظيم، داخل السجون والمعتقلات، أو في صفوف المقاومة خارجها، ولكي لا يقول صغير نفس أيما يكون بأن صدام حسين يتكئ على المؤسسات ليبعد أو يخفف المسؤولية عنه، ما جعلني أكون واضحاً في قولي أمام الهيئة المسماة بالمحكمة، وأمام من سمي بهيئات التحقيق، إن أي قرار اتخذ من مجلس قيادة الثورة احسبوه لأغراض المسؤولية والمحاسبة وكأنه اتخذ من صدام حسين لوحده، وحيثما يثبت توقيعي على كتاب بمضاهاة من طرف دولي محايد، فأنا أتحمل مسؤولية توقيعي، ولن أدفع عن قول صادر من أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة، إن لم يسئ القول، حتى لو كان غير دقيق، إلى سمعة صدام حسين وصفاته وعناوينه. ومع كل هذا الوضوح قال أحدهم: صدام حسين اعترف بـ«مسؤوليته»... إلخ..
إذاً ليعذرني الرفاق والأخوة على أساس هذا الوضوح عندما لا أركز على عمل المؤسسات، مع أنها واقع حي وأعتز به، لأنها كلها كانت شريفة نظيفة عفيفة، خدمت الشعب بشرف، وعملت بشرف من أجله.
كانت الرحمة تملأ نفسي، والحزم بالحق قلبي، ومن يعاون نفسه بالعودة عن الخطأ بمثقال، أعينه بما يدفع عنه الأثقال، ويمهد أمامه السبيل بعد عثره بأرطال، وأشعر بأخوة وأبوة خاصة تجاه فقراء الحال من الناس، ليس تطبيقاً لاعتقاد فحسب، وإنما حنواً خاصاً عليهم، ولكنني لا أغلّب مصلحة الفرد على المجتمع. وعندما كنت أوافق على قرار اقتصادي بعينه هو من شأن الدولة ومصالحها العليا، وأن أساس دوافعه إنجاز ما هو في الأفق حتى لو تضمن ثقلاً ما على الحاضر، فإنني كنت عندما أوافق عليه كالذي يضغط على جرحه لكي لا ينسى الألم.. كريم مع الكرماء.. شديد مع اللؤماء.. أفضل أن أُخدَع على أن أَخدَع أحداً أو أشكك به مسبقاً.. وأن أُظلَم على أن أظلُم أحداً.. حريص على أموال الدولة. وإذ أجمعها بالملعقة أجزل بها لضرورات وطنية أو إنسانية وطبقاً لصلاحياتي الدستورية.. ولي عن كل هذا الذي ذكرته أمثلة، فيما الناس يذكرون ما هو أكثر بكثير لمن يشأ أن يتذكر. وأما من يتناسى فهذا شأنه.. لا يحجبني عن صلاحياتي وجل أو تردد.. أعرف مقدار ما يصيبني من تضحية لو أقدمت على أمور بعينها أو رفضتها، لكنني أقدم كرامة الشعب وكرامتي على كل شيء.. أخشى التاريخ أكثر مما أخشى الحاضر، ولا أخطو خطوة في الحاضر إلا وضعتها طبقاً لرؤياي.. يكاد يكون انتهى في السياسة الأولية، ولكن تأبى نفسي عليّ وعلى رفاقي في المسؤولية أن نُحشَر المحشر الرخيص فيها.. ومما أعتز به أنني واحد من القلائل مثلت شعبي على المستوى الدولي بالخصائص التي أعرفها وقرأتها عن تاريخ أمتي، وتيقنت بأن تلك هي مبادئها.
أعين من يحتاج إلى الإعانة التي ترضي الله ومبادئنا، وأستثقل طلب الإعانة ولا أقدم على طلبها إلا بأبسطها ولحالات نادرة، وعلى أساس دالة سابقة منا بعينها، ولا أجد غضاضة في الاعتراف بخطأ والتراجع عنه.. أنسط إلى الرأي الآخر من غير ملل، ولكن لا يحجمني الاختلاف بالرأي عن ممارسة صلاحياتي ومسؤولياتي، ولكنني صبور في إعطاء من يحتاج إلى زمن ليعود إلى الرأي الذي أراه أكثر صواباً، من الشركاء في مسؤولية قرار، إلا إذا رأيت أن الزمن الإضافي يضيّع فرصة أو يخرّب قراراً.. أفضل التوافق في القرارات والموافقة بقناعة مصحوبة بحماسة تجعل التنفيذ أسرع وأدق وبأقل الخسائر.. ومن النادر أن نذهب إلى طريقة حساب الأصوات «مع أو ضد» في المؤسسات التي توجب اتخاذ القرارات بالأغلبية، وهكذا غالباً ما أُثقل على إخواني في المسؤولية بطول زمن الاجتماع.. إننا نحترم الأغلبية ونحققها في قراراتنا ولكن ليس بطريقة حساب الأصوات.. وأتحمل بشرف وصبر مسؤولية نتائج القرارات حتى لو جاءت معاكسة لرأيٍ تحمس له رفاقي ولم يكن حماسي له بمستوى حماسهم.. سعينا لنرتقي بشعبنا على أساس استحقاقه للحاضر والماضي والمستقبل وكدنا أن نكون عليه لولا العدوان الأخير.. أحب أمتي وأتفانى من أجلها، وقد كنت على هذا قبل تبوؤي السلطة التي لا أحبها لكنني أراها وسيلة لتنفيذ الأهداف والمصالح العامة.. أكره أن يقتني رجل الدولة المال الخاص زيادة عن استحقاقه وحاجته الإنسانية وقياسهما المشروع، أو أن يعمل رجل الدولة في نشاط خاص بقصد الربح كرديف لعمله في الدولة، وقد سُنت قوانين بهذا.. أحب البساطة في عمل الدولة وعلاقتها مع الناس وأكره فخفخة الأعاجم.. أعتمد صدق الدولة مع نفسها ومع الناس مع المحافظة على أسرار الأمن القومي طبقاً للظرف والحال الذي تمر فيه الدولة، وأن تجعل من المواطنين وخدمتهم ومصالحهم ضميرها، وأن يكون المواطنون ساعدها وذخيرتها، وقد بقيت على هذه المفاهيم في علاقتي مع الناس، أزورهم في المعامل والمصانع والحقول والبيوت، أحاورهم وآكل معهم.. انفتحت عليهم لأفهم همومهم ومشاكلهم وأعالج بعضها ميدانياً، وأعود محملاً بها إلى مكتبي.. أكلّف أحد أفراد حمايتي بصورة دورية ليرد على الهاتف ويسجّل من خلاله طلبات المواطنين ليقدمها لي كي أعاينها، ومن بينها مقابلتي من أقابله منهم.. بينما كنت قبلاً على الهاتف مباشرة. أما استعلامات الرئاسة فلها موظفون محددون يستمعون إلى طلبات المواطنين ويتسلمونها ويقدمونها إلي، وقد عممنا هذا التقليد ليلتزم به الوزراء حتى حد مدير عام داخل.. ولأننا نعيش وسط الحاضر الذي لا ترى فيه العافية والإنجازات إلا بشواخص مادية تعطي دلالتها عليها، بنينا شوامخ للشعب تعز الدولة والمجتمع وتعطيهما استحقاقهما من الهيبة والوقار، وخاصة مع الأجانب، حيث أن كثيرين من الأجانب قرأوا أو سمعوا عن حضارات العراق ومركز بغداد المشعّ في أهم حلقاتها، فيصطدمون برؤيا وواقع آخرين عندما يزورون العراق، حيث كانت الصورة مناقضة لما كانوا قد عرفوه حتى النصف الثاني من التسعينيات.. وعندما انعقد مؤتمر قمة بغداد عام 1978 اضطررنا لنلتمس عدداً من المواطنين الساكنين في حي المنصور ببغداد أن يسلمونا مفاتيح بيوتهم لنستضيف الملوك والرؤساء العرب فيها، جزاهم الله خيراً، حتى صار العراق يتلألأ في كل ركن وميدان بما في ذلك الهندسة المعمارية وشوامخها. وارتفعت الشوامخ تعلن عن نفسها في الإسكان والري وإصلاح التربة وشق الأنهار والبناء، وارتفعت الشواخص في الصناعة والري والزراعة والصحة والتعليم والتصنيع العسكري والخدمات، وارتفع دخل الفلاح وتحسن مستواه الثقافي والصحي والاجتماعي مع تحسن حاله، بينما كان في حالة من البؤس والشقاء يرثى لها قبل الثورة، بل كان يأتي على رأس قائمة المظلومين اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وصحياً.. وسُنت قوانين تفخر بها المرأة العراقية هو استحقاقها.. وأنشأنا الجامعات وبيوت الله والمدارس والمستشفيات والمستوصفات والكليات ومعاهد الاختصاص حتى غطّت العراق من أقصاه إلى أقصاه في الريف والمدينة، وكدنا أن نقضي على الأمية قبل الحرب، بعد أن كانت في أوائل ومنتصف السبعينيات من القرن العشرين بنسبة 73 بالمائة.
ويضيف الرئيس في مذكراته: في عام 1980 أو قبل هذا، ابتعنا بـ70 مليون دينار أو أكثر ما يعادل 230 مليون دولار، أجهزة تلفاز وثلاجات نفطية بصورة خاصة للساكنين في الأهوار ووزعناها عليهم مجاناً هم وبعض ساكني الصحراء والبر البعيد.
ولا يفوتني هنا أن أذكر بالتقدير تلك النخوة والكرم اليعربيين، من استضاف أو آوى بأمان وإخلاص عوائل العراق التي تشردت من ديارها وفقدت كل شيء، إلا الشرف وإيمانها العظيم. أشكر أمتنا المجيدة التي قابلتهم بالترحاب والكرم الصادقين. على هذا كنا، وعلى ذاك عملنا عقلاً وضميراً وخُلُقاً وساعداً، فعلى أي شيء وبأي إحساس وتحت أي هاجس يعمل الآن الأذناب النهابون الذين لم يعد العيب والرذيلة والسرقة تخجلهم؟.. ومن باب أولى لم تُخجلهُم العمالة للأجنبي، ويسعون عبر «ديمقراطيتهم» المزيفة التي جاء بها الغزاة على تحطيم تقاليد الشعب وأخلاقه، لجعله هو الآخر لا يخجل من العار والفضيحة حتى لو تناولها الرأي العام ووسائل الإعلام!؟.. ألا خاب ما يفعلون، وسيخزيهم الله بفعلهم أمام إرادته ووسيلته في الأرض، الشعب والجيش، وسيندحر الغزاة، ويندحر أعوانهم ممن لم يعودوا عن غيّهم مستعينين بحقد الأفعى الرقطاء.
هذا مختصر سريع لما كنا عليه، ولقد غلّبنا قبل كل شيء وأي شيء، رضا الرحمن الرحيم وتوخي عدم إغضابه: «ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب».. صدق الله العظيم..
نقول هذا المختصر لما كنا قد عملنا وفق المبادئ الأخص، انطلاقاً من المبادئ العامة المعروفة للرد على قول من قال في مطالعة قانونية ولم يخجل واصفاً من أراد اتهامهم بـ«المفسدين في الأرض»، وقبله آخر سمى التنمية التي نقلت العراق من الظلمات إلى النور بوصفها بـ«التي جلبت عليه المصائب» ذاماً إياها. نقول هذا المختصر...
ويضاف تحت عنوان: ماذا عملنا، وكيف؟.. ما عملناه تعجز عن الإحاطة به مجلدات، وهو كثير ومتنوع، والآن عرفنا، وربما عرف الشعب أيضاً، أكثر وأبلغ حكمة للرب الذي أبقاني حياً حتى الآن، أنا ورفاقي الذين يعرفون الحقائق، لنفضح الزيف ونعريه، على الرغم من أن الموت استشهاداً كان في لحظة يهون علينا، بل في أكثر من حال تطابقت فيه إرادتنا مع إرادة عدونا، وإن افترق الهوى فيحجبنا الجليل الله، إذ لو أننا استشهدنا قبل هذا لربما تيسر لأصحاب الغرض ما كانوا قد خططوا له، ولكن الله ناصر المؤمنين ومفشل كيد المبطلين، وهكذا أخزاهم بفعلنا، ورأينا الذي قلناه ونقوله الآن، وأخزاهم بفعل المجاهدين الذين أناروا الظلمات هم وقياداتهم، أمام شعبنا البطل وأمتنا المجيدة، بل أمام الإنسانية، حيثما توفر فيها حافز الرغبة لتنصف نفسها بالحق وتنصف غيرها بالقول الصادق أو به وبالفعل الأمين.
ها قد قلت ما أنجزت، وباختصار شديد، مسيرةُ ثورة تموز خلال 3 سنوات من عمرها، وأعطت إشارات عن مسيراتها اللاحقة.. فأي شيء أنجز العملاء وأسيادهم بعد غزو بغداد بـ3 سنوات؟!.. ها قد أكلت السنوات الثلاث أغلب إنجازات الثورة المادية، وصاروا يطاردون الحياة لوأدها على كل نطاق، وها نحن في السنة الرابعة والناس بين محشور في سجن الظلم والظالمين، أو مشرد خارج العراق، تخلصاً من الموت، ورؤوساً تتدحرج يومياً في شوارع العراق، مقطوعة من فرق الموت، أو أشلاء ممزقة، أو معلقين على أعمدة الكهرباء، وأيادي على الزناد، أو عارية يداه من السلاح، مهدد في مصيره بسبب الانفلات والحقد الشعوبي الأصفر وفرق الموت الشيطانية، ومجاهدين ليس أدلّ من مستوى تحسسهم بالظلم والفجيعة، أنْ جعلوا من أجسادهم الطاهرة عبوات ناسفة.. وتنهب ثروة العراق عامة وخاصة، ما هو ملك للدولة أو ملك للمواطنين. حتى الأبنية جرى تهديمها وبيع موادها كأنقاض، وتكنز الأموال في البنوك الخارجية التي جاءنا منها أثقل حطب الحريق الداخلي، إضافة إلى حريق العدوان. تخرّب كل عامر بأيدٍ عامرة، فلم يعد الناس يأمنون على شيء.
وأقول للذوات في هيئة المحكمة: قد يتساءل أحد ليقول، هل كلّف صدام حسين رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة أحداً من الذين تسمونهم بالمتهمين المحالين في هذه القضية معي، تحت أي عنوان، ما سمي بقضية الدجيل.. ومع أنه ليس عيباً ولا منكراً لو كلفت من يكون طبقاً للدستور والقانون لأداء أي واجب، وما تأخر عن تنفيذه بدقة وحماس آنذاك، بما في ذلك من أكلّفه لو كان منهم من هو في هذه الهيئة وما حولها.. لكنني لم أكلف أحداً منهم بواجب مما أعتبره تهمة عليهم، وإنما تركت الحال لاختصاصات الأجهزة طبقاً للقانون وما نصت عليه أنظمة توزيع الواجبات.. وذات الشيء عندما استُهدفَ ولدي عدي من نفس الجهات التي استهدفتني، سوى أن مدير الأمن العام بعد عدة أشهر من الحادث الذي وقع لعدي، طلب مقابلتي ليوجزني بما توصل إليه، وقابلته ولم أذكر أنني قابلته في مرة أخرى، مع أن عدي كانت إصاباته بليغة، إلا أن الله أبقاه لساعة يعز به أهله ووطنه.. فمن أراد أن يصدق فليصدق ومن ضعف يقينه فليفتش عما هو عكس هذا، فإن لم يجد فلا بد أن ينتبه لنفسه لكي لا يظلُم فيُظلَم، لأن أية جهة غير مختصة وغير معنية لا يمكن لها أن تتدخل في قضية من هذا النوع اجتهاداً.
وأنتم أيها الرجال النشامى في قواتنا المسلحة الباسلة أحيي فيكم جهادكم العظيم، فأنتم سور الحمى وسيفه. أحثكم إلى المزيد الذي يشفي صدور قوم مؤمنين، وأذكركم أيها الأخوة النشامى، بأنكم الوعاء الذي استوعب ويستوعب العراقيين مع كل ألوان طيف تسمياتهم الوطنية والدينية، لذلك فالأمل فيكم كبير، ليس لأنكم السيف والدرع الذي يحرر الوطن فحسب، وإنما أيضاً الوعاء الوطني المجيد الذي يستوعب كل العراقيين الشرفاء من غير حساسية حزبية أو طائفية أو ما شابه ذلك، ولذلك فحثوا النفس على المزيد مما يشرق فيكم الآمال، فأنتم أهلها وقد جُربتم في كل ساحاتها وميادينها، وأحيي وأبارك قيادتكم العامة الشجاعة، وكافة التشكيلات المجاهدة المرتبطة بها.. والله أكبر.
أيها الشعب العظيم.. أيها الناس، مرة أخرى أقول إن شعبنا وأمتنا يحترمان كل شعوب الأرض، ولا نعتبر أياً منهم عدونا حيثما احترم إرادتنا واختيارنا، ولكننا نعتبر بعض الحكومات أعداء، وهو ليس اختيارنا، بل تصرفهم مع سبق الإصرار، فمن تضامن في هذا مع حكومته، فعليه وعلى حكومته إثم ما تقترف الحكومة من ذنوب، وكل على قدر علمه ونواياه، ومن تراجع فقد نجا من المهلكة، في نظرنا ونظر الجليل الله. والساكت عن الحق مع معرفته إياه شيطان أخرس.. ومن وقف إلى جانب الحق وأخزى الباطل فقد فاز.. فهل أنتم فاعلون؟.
إن أميركا ومن تحالف معها أو زين لها سوء أعمالها ولم يصبح من المسؤولين، متضامنين أو منفردين، عن الجرائم التي ارتكبت أو ترتكب، ذلك لأنهم لم يغزوا العراق لما كان للكلاب المسعورة ولا للضر بالمساندة لهم من الشرق أن يفعلوا ما فعلوه، وما هم بصدد أن يفعلوه، ولذلك فإن أي قول بخلاف ذلك هو قول يجانب الحقيقة، إن هو ليس قول الزور.. وإن وحدة العراقيين هي السبيل الذي لا بديل لغيره، ليتحرروا من أنفسهم ومن عدوهم وتطهر أرضهم، وإن أهم شرط في وحدتهم، تسامحهم مع بعضهم ورتق الجروح وليس فتح جروح جديدة.
أيها الشعب العظيم.. أيها النشامى في قواتنا المسلحة.. أيها المجاهدون، أستودعكم الله في كنف رحمة الرحمن الرحيم الذي لا تغيب عن عينه صغيرة أو كبيرة، وإنني لعلى ثقة تامة بأن الشمس تقترب في أفقها لتشرق، فتذكروا ولا تنسوا أن وحدتكم قوتكم، وأن السبيل الأساس فيها مع العدل والإنصاف، التسامح. فاخزوا عدوكم بوحدتكم وتسامحكم، وتعاضدوا يقر لكم الحال الذي ترون، وترضون أنفسكم مع رضا الله، وهو أن الطوفان عندما يخشى أخاه فإنه صائر إليه.
ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده، وهو العزيز الحكيم.

في القسم الثاني غداً ( الأحد ) .. الرئيس صدام :
* لهذه الأسبـــاب اعتـــرض الرئيس البكر عـــلى مشروع الزوراء..
*وهــذا مـا فعلنـــاه مـــــع معارضي حكمنا..!
* ويفرد فصلاً من المذكرات للحديث عـــن القاضي العـــراقي الكردي ( رزكار ) ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق